الخميس، 29 سبتمبر 2011

المعولُ الحجريِ .. لبدر شاكر السياب

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمدٍ وآل محمد
السلام على مولاتي التي أسير على خُطاها وأرنو لرضا الله تعالى برضاها
(( الصديقة الزهراء عليها السلام ))



رنين المعول الحجري في المرتج من نبضي
يدمر في خيالي صورة الأرض
ويهدم برج بابل يقلع الأبواب يخلع كل آجره
ويحرق من جنائنها المعلقة الذي فيها
فلا ماء ولا ظل ولا زهره
وينبذني طريدا عند كهف ليس تحمي بابه صخره



لا تدمي سوادالليل نار فيه يحييني وأحييها
يا كواسر يا أسود ويا نمور ومزقي الانسان
اذ أخذته رجفة ما يبث الليل من رعب
فضجي بالزئير وزلزلي قبره
دماغي وارث الأجيال عابر لة الأكوان
سيأكل مته داء شل من قدمي وشديدا على قلبي
كلام ذاك أصدق من نبؤة أي عراف
تريه مسالك الشهب



حمى الأسرار تطلعه على المتربص الخافي
اذا نطق الطبيب فأسكتوا العراف والفوال
رنين المعول الحجري يزحف نحو أطرافي
سأعجز بعد حين عن كتابة بيت شعر في خيالي جال
فدونك يا خيال مدى وآفاق وألف سماء
وفجر من نجومك من ملايين الشموس من الأضواء
وأشعل في دمي زلزال



لأكتب قبل موتي أو جنوني أو ضمور يدي من الاعياء
خوالج كل نفسي ذكرياتي كل أحلامي
وأوهامي
وأسفح نفسي الشكلى على الورق
سيقرأها شقي بعد أعوام وأعوام
ليعلم أن أشقى منه عاش بهذه الدنيا
وآلى رغم وحش الداء والآلام والأرق
ورغم الفقر أن يحيا




ويا مرضي قناع الموت أنت وهل ترى لو أسفر الموت
أخاف ألا التكشيرة الصفراء والثقبين
حيث امتصت العينين
جحافل من جيوش الدود يجثم حولها الصمت
تلوح لناظري ودع الدماء تسح من أنفي من الثقبين




فأين أبي وأمي أين جدي أين آبائي
لقد كتبوا أساميهم على الماء
ولست براغب حتى بخط اسمي على الماء
وداعا يا صحابي يا أحبائي
اذا ما شئتمو أن تذكروني فاذكروني ذات قمراء
وإلا فهو محض اسم تبدد بين اسماء
وداعا يا أحبائي


هناك 9 تعليقات:

بيلسانهـ يقول...

كلما قرأت لك ياسياب العراق ومامجدد روح الشعر أتيقن إن جميع الشعراء ماتوا .. وإننا يجب إن ننتظر لسنوات طويلة حتى يولد شاعرٌ مثلك ..



تُبدع في وصف الموت . . والحال التي ستصبح عليهاا .. وخوفك منه .. وولوجه لجسدك تدريجياً .. رحمك الله ..





زهراء ..

غير معرف يقول...

لكن الشعراء لايموتون .. يبقون بكلماتهم .. zainab

بيلسانهـ يقول...

زينب ...
يبقى الشعراء ولايموتون عندما:


تُقرأ أبياتهم



وتُقدس كلماتهم






وتحيا ذكرياتهم

..

غير معرف يقول...

الشاعر لايموت بل يبقى كلما نقرأ حرفاً في أبياته فـإنا نحي روحه////

بيلسانهـ يقول...

لكن أمة أقرأ قليلة القراءة ..


وجودٌ عطر ..

مجتبى يقول...

كمثلي إذا هنالك من يعشق السياب ، ديوانه الرائع أزاهير وأساطير لا يفارقني في حل وترحال
زهراء مدونتك أكثر من رائعة إسمحي لي أن أضيفها إلى مفضلاتي
أمنيات بخير

بيلسانهـ يقول...

مجتبى ..



صباح مبارك برضا الرحمن ..


وكيف لانعشق أبيات السياب ؟ وهي تُجبرك على على التشبث بها وقرآتها وإعادت تجميع كل الصور التي تمخضت عن حروفه ..


رغم إن الموت والمرض أثرا في قصائده إلا إنه حقاً كان يبدع عندما يتحدث عن الحقول والربيع والزرع والنهر والنخل في القصيدة وإن لم يكن شيئاً أساسياً بل ضمن موضوع أكبر للقصيدة ..



أشك إطراءك الحسن على مدونتي .. ولك كامل الحق بإضافتها ..


أختك ..

واحة خضراء يقول...

في صرخات هذه الأبيات .. ترسم شخصية انسان قد مزقته الآلام ..
قد حاول حتى الموت تحقيق حلمه
لكنه انهزم
وظل ينعى نفسه بالذكرى

هذه الأبيات الصارخة تذكرني بالشاعر الذي عجز عن تحقيق حلمه بعد آلام الحياة
حلمه الذي كان يرنو له قد اصبح سرابٍ في صحراءٍ قاحلة من الماء والمعين حتى دارت الأعداء وقتلته وجعلت ابياته التي نعى بها نفسه خالدة على السيوف .. انه المتنبي رغم كل تحفظات قراءه على أنانيته ..

بيلسانهـ يقول...

المتنبي ..


لا أكاد أنسى بيته "الخيل والليل والبيداء تعرفني .. والحرب والضرب والقرطاسُ والقلم"

أنا أراه إنسانا ً معتزاً نفسه وليس أنانياً .. ربما من حوله جعلوه يرتدي هذه الحلة بسبب جهلهم ..



أما السياب .. فللإسف هكذا يموت الشعراء,,


إطلالة مباركة ..


أختك ..