الأحد، 25 سبتمبر 2011

للحسيـــن فقط ..

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمدٍ وآل محمد
السلام على مولاتي التي أسير على خُطاها وأرنو لرضا الله تعالى برضاها
(( الصديقة الزهراء عليها السلام ))





الكل يعلم إني لا أطيق الحزن بل وأكرهه ..
إلا حزنك العاشورائي فهو يسرق خوفي .. يبدد تيهي .. ينشر الطمأنينة في نفسي .. ويُسَكّن روحي ..
ترتجف جوارحي .. ولهة .. متلهفة .. صادئة .. تائهة .. وتجد فيك وقرب ضريحك  كل ماتريده ..




عندما أنظر إلى قبتك فإن دفئاً أبوياً حنوناً يتسلل إلى أعماقي .. يزرعني بذرة هدوء في أرض طمأنينة .. يحتويني وكإني بين أجنحة الملائكة! , يغمرني بك .. بكل كبريائك .. بصمودك .. ببقائك رغم إنف السنوات ..





آهٍ .. كم أشتاق لشهرك .. كم تستهويني أحرفه ! , كم أستلذ بإلم حزني به عليك ..
أشعر بإن كل ذنوبي تُغسل .. وبإن روحي تنطلق من سجن خطاياها .. بل أصل إلى الملكوت وسط أمواج بحر دموعي على متن سفينتك .. يا سفينة النجاة ..





كيف لا أحبك ؟ .. ومن أنا كي لا أحبك ؟ والله يحبك .. الله بجلاله وكبريائه بعظمته .. بإتساع ملكه .. يحبك .. فلولا إنه يحبك .. لما رفعك لهذا المكان العلي .. ولما جعلنا "مجانين"بك بالفطرة .. ولما جعلك الذبح العظيم .. الذي تستمر من خلاله رسالة الإعتدال والسلام ومجابهة الحراب ..





سيدي .. مولاي .. أبي ياحسين .. أنا لا أفهم لغة إلا لغة قلبي وهو يهفو إليك بلا إرادة .. ودون أي أجبار .. وبغير أي ترغيب .. لا .. هو إختارك .. بفطرته .. بحزنه .. بحبه لخلودك ..





سيدي .. عندما أشتاق لضريحك .. فإني أهرع إلى خزانتي  .. أستخرج منها علبتي الجميلة .. أفتحها .. أزيل وردتين وضعتهما فيها .. أبحث كالمجنونة عن شيء هو أغلي ما أهُدي لي .. أسترق النظر بكل زواياها .. أدس أصابعي .. أتحسسها .. فألتقطه .. ألتقطه .. وتعود نبضاتي لسابق عهدها .. مطمئنة .. بينما تُرخي عيوني دموعها كما تشاء .. وأخلو بصمتي وهديتي النفيسة النفيسة جداً "تربة من قبرك " .. وإن كان قليلاً جداً فهو عندي غاية المنى ..



أشهق .. أنشج .. أبكي .. أشم تربتك .. أبثك مالدي .. وأهمس في رحمة أبوتك إني مشتاقة لحضرتك .. لضريحك .. لإصوات التلاوات والدعوات وهي تنبعث من كل مكان في قبرك .. إلى ذلك العطر الذي يعم المكان .. إلى زحام الملائكة .. ولهفة العاشقين . .




آهٍ .. ليتني .. ليتني لا أفارق ضريحك ثانية واحدة .. ليتنني أسكن هناك فقط .. ولا أبرح مكاني حتى يقبضني الله إلى رحمته ..



أود .. أود إن أنظر لكل لمعة من ذهب قبرك .. أريد إن أشم كل جزيئة هواء تدور في فنائك ..  أريد إن أرمق كل زاوية في مشهدك .. أريد إن أمشي على كل شبرٍ من تلك الأرض .. أريد إن أستلهم الدفء من إنعكاسة كل ومضة في قبتك .. أريد إن أحتوي كل شيء .. كل شيء هناك .. عندك ياحبيبي .. ياحسين ..

جميلة .. جميلة أيامي بك .. رغم كل حزني عليك .. أنا لا أبالغ .. وحق دمك .. وإنت تعرفني يامولاي .. تعرف هذه الذليلة الصاغرة زهراء إذا قالت " وحق دم حبيبي الحسين " فإنها تصدق ..
فوحق دمك ياحبيبي ياحسين .. إني مشتاقة لزيارتك .. خذني إليك ..


هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

أي صباحٍ جميل هذا الذي أبتدأه بذكر الحسين ؟؟؟

وما ألذ لحظاته ؟؟ ليتها لاتنقضي .. ليتها لاتضمحل .. ليتها سرمدية حتى الأبد .. حتى الشمس بخيوطها الذهبية تذكر بقبته.. بقبره .. بضريحه .. بجماله ..

أختك zainab..

بيلسانهـ يقول...

إنه صباحٌ عذب كعذوبة الصباح عند سيد الشهداء .. هناك .. عندما تبدأ الشمس بالشروق فتتعانق ذهبيتها مع ذهبية قبته وترسمان أجمل لوحات العشق وسط خفقات أجنجة الملائكة ..



مرور عطر ..

بيلسانهـ يقول...

سيدي ياحسين ..



انا لا أنساك حتى أتذكرك ..


ولكني .. أتذكر مزيداً من ذكرياتي قرب قبرك كلما سمعت خادمك باسم الكربلائي يقول : "ملاذي وتنتهي يمك جراحاتي " ..


يا الله .. كم تشدني هذه القصيدة .. كم تنتزعني من عمق جراحاتي .. كم تزرع في داخلي من طمأنينة .. لذلك أنا أختم نهاري بها .. وأبدأ نهاري بها .. فإنت حقاً "ملاذي وتنهي يمك جراحاتي "" ...

غير معرف يقول...

هو الحسين .. لاينسى .. أبو علي حبيب قلوبنا ..

بيلسانهـ يقول...

لايحلو الحب لغير الحسين عليه السلام ..

ترانيم العشق يقول...

لم أوفق حتى الآن لتقبيل تلك الأرض
أشتاق لتسكين روع قلبي بنبضاته الهادئة باحتوائه له
أشتاق..

بيلسانهـ يقول...

ترانيم .. أسال ربي لكِ إن تتشرفي بشم نسماتها العذبة وتقبيل ترابها الجفردوسي قريباً ..