الاثنين، 18 يوليو 2011

تَرنِيمْـــاتٌ أُسَـــرِيـــةٌ

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمدٍ وآل محمد
السلام على مولاتي التي أسير على خُطاها وأرنو لرضا الله تعالى برضاها
(( الصديقة الزهراء عليها السلام ))
الأسرة
الأسرة كيانٌ إجتماعيٌ مبنيٌ من أفراد عدة تربطهم صلة الدم , وتجمعهم علاقات وثيقة لاتنفسخ بسهولة ابداً وإن أصابها الفسخ لابد وأن تعود إلى سابق عهدها .
هذا الكيان الإجتماعي يختلف من منزل لآخر , ومن دولة لإخرى أو حتى من مدينة لمدينة ضمن البلد الواحد , وهذا الإختلاف ناتج عن البيئة المتغيرة وإختلاف الطبائع الإجتماعية والعادات التي تحكم كل منطقة ,
والأسرة من الطبيعي جداً إن لايكون جميع أفرادها ممتلكين لذات الصفات أو يتصرفون بنفس الطريقة والأسلوب , لإن التركيبة العقلية والبدنية والروحية متباينة بين فردٍ وآخر مع إحتمالية "كبيرة"لوجود تشابه ,
هذا الكيان الأسري تمر عليه ظروف كثيرة وأزمات عديدة تصقل العلاقات التي يحتويها وتؤسس لبناء أشخاصٍ أكثر كفاءة يظهرون على الساحات المجتمعية من خلاله , وقد يكون تأثير هذه الإزمات والظروف سلبياً فقد يؤدي ألى حالة من التفكك والتفرد والشعور بالأنا والتنكر للأفراد الأكبر سناً فيه , ولتحاشي الوقوع في مثل هكذا نتيجة سلبية يجب التعامل مع كل الأحداث والوقائع بمرونة تامة , وعدم فرض السمة السلطوية على أي فردٍ في الأسرة ( "خارج حدود المعقول" لإن فرض السلطة بطريقة معتدلة ينمي شخصاً معتدلاً ومُحِِتِرماً للأسس والظوابط ومرناً في التعاطي مع كل من حوله وما حوله أما التعنت في فرض النفوذ اللامحدود يخلق صراعاً وشداً وقساوة ويُخرج النتائج عن حدود التوقعات ) , والإصرار على أدخال جميع الأفراد في زواية الحل والمواجهة , ومنح كل شخص فرصة لإبداء رأيه في حل الأزمة "بحدود" , والحرص على زرع روح من  التعاون والإحساس بالمسؤولية بطريقة الترغيب وتكريم الأفراد الأصغر سناً إذا تعاطفوا مع عناصر الأزمة لننمي فيهم عواطفاً تُثمر علاقات أسرية متزنة في المستقبل ,
قد تكون حالات التفكك والتفرد وروح الأنا الشائعة في الأسرة قادمة من أسباب ترجع لما قبل تأسيسها أي في بداية أختيار شريك أو شريكة الحياة , فمن "الشائع" إن حالات الزواج الناتجة عن عناد ومجابهة للأهل تلاقي طريقاً مسدوداً (وقد لايكون ذلك) وهذا يعود لسببين :
1 – الأختيار خاطىء في الأساس وهذا ما أدى لعدم موافقة الأهل .
2 – إستمرار النظرة الجافة حول الأختيار لدى الأهل وعدم قبولهم لها .
لذا فإن رضا الأهل وموافقتهم على الأختيار الذي يطرحه الشاب أو تطرحه الشابه يخلق جواً من الطمأنينة والراحة لدى جميع الأطراف ويجعلهم يشعرون بالوثوقية من صحة إختيارهم كون من هم أكبرهم سناً وتجربة ومعرفة  سددوا خطواتهم .
وربما جاءت نتيجة التفكك الأسري من عدم مطابقة مواصفات الشريك لأي صفة في شريكه المقابل وهذا يخلق جواً من المشاحنة والتوتر والتي إذا لم يتم التغلب عليها قد تؤدي مشاكل أكبر كلما مر الوقت ومطالباتٍ بالإنفصال وعدم شيوع روح الود بين الشريكين وهذا ما يُولد خللاً نفسياً لدى الأولاد ويجعل كل واحدٍ منهم حريصاً أشرد الحرص على أسرته وعلى توطيد العلاقات داخلها متناسياً بقية أفراد أسرته الأولى ( أخوته , أخواته ) خوفاً من غفلته عن أسرته الصغيرة وتكرار مسلسل مآسي الوالدين نفسها .
أحياناً ينتج التفكك الأسري من زيجات الإجبار , زيجات الإجبار من الطبيعي إن تؤدي إلى تفكك أسري وإنحلال , لكن ليس من الصحيح إن نحكم على كل هذه الزيجات بالفشل , فبإمكان الشريك إن يتقبل مواصفات شريكه أو يعتاد عليها ويحاول تغييره نحو الأفضل وغرس الصفات التي يحبذها في داخله , وإن ينمي روحاً من الود والتعاون والحنان , وإن يمنح كل طرفٍ من الطرفين فرصة من الوقت للآخر لكي يتآلفان ويبدآن صياغة حياتهما بطريقة هادئة وهادفة من جديد ,
بين كل هذه السطور الحاوية لكثير من هموم المجتمع يمكنا إن نجد حلاً سحرياً , وهو بمتناولنا جميعاً , وليس صعباً على أي فردٍ الحصول عليه , ألأيمان هو الحل , فكلما تعمقنا في الأيمان والصلاة والدعاء كنا أكثر مرونة وصبراً وقدرة على كسب الآخرين وفهمهم والعفو عنهم وتغييرهم نحو الأفضل بحسن صنيعنا معهم .

ليست هناك تعليقات: