الثلاثاء، 18 مارس 2014

على شفاهِ البيلسان .. قصة بقلمي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على مُحمدٍ وآل مُحمدٍ
السلامُ على مولاتي التي أسيرُ على خُطاها وأرنو لرضا الله تعالى برضاها
(( الصديقةُ الزهراء عليها السلام ))
"على شِفاهِ البيلسان"
\\
الإهــداء
للوِردِ الذي أرتجاهُ البيلسانُ رِياً فأعطشهُ حدَ الذبولِ!
\\
أحاولُ أن أكتبَ بعضَ ما يجبُ أن لا يُكتب! , وأحاولُ أن أموتَ حتى لا أخونَ تضاريسَ طيفكَ السماوي , وأتجرد مِن ذاكرتي لإستعينَ على "دونكَ"بالكثير مِن خيانتكَ المِشروعة , ليسَ الأمرُ سهلاً كَما تتوقعْ , فمجردُ النظرِ لفستان أبيضٍ يفرضهُ علي القدر للمرةٍ الثانيةِ يطوقُ إبصاريِ بإيحاءِ كَفنٍ يضمُ جسدي في قبرِ ضيقٍ وباردٍ ومُظلم , هكذا هي الحياةُ بــــــدونــــــكَ , ولا تعني لي غير إنها مَحطةُ مَوتٍ مصغرة أعتادُ بها على حالةِ الموتِ الكُبرى التي أنتظرها بفارغِ الصبر , والتي كنتُ سأُدخل ذاتي فيها لولا خوفي من غضب ربي , وطمعي في نوالِ جنتهِ التي تجري مِن تحتها أنهار اللبنِ , وتفوحُ مِنها عطور القديسين , ويطير الملائكُ تحت قطوفها الدانيه ! , عجباً ! , كيفَ يتحولُ الموتُ إلى جسرِ للوصالِ وهو لايعني إلا الفِراق ؟ , وكيف تبتغيهِ الأرواح رغمَ كُل الوحشةِ الفاضحةِ لطياتهِ ؟! , وأي إمـــرأة أنا لإتمنى الموتَ وأنا أعيشُ يوماً يطوفُ في حُلمِ كُل صبيةٍ نديةِ الروح ؟ , ليس ذنبي! , إنهُ ذنب قلبي , وأنا أجزمُ بكل جنونٍ إن في تركيبة قلبَ المرأة إختلافِ عن الرجلِ , لذا فإن ما يعلقَ في قطعةِ اللحمِ الحَمراءِ تلكَ لا ينمحي عنها بسهولةِ أبداً , وهي بحاجةِ لمزيلِ أوساخِ "قدري" , أو صفعةٍ لا مُبالاةِ مُمتازةِ لتطوي الصفحات المُرةَ تِلكَ , مع إن بإمكان المرأة أن تنسىَ إذا قررت ذلك! , ومِثلي لا يُمكنها فِعلُ ذلكَ لإن القدرَ صَفعني لا أنتَ , ولا أمتلكُ في صفحاتكَ القديمةِ التي مزقتها الأيام أي ثغرةِ يستغلها عقلي لِصنعِ كائنٍ سيءِ مِنك يستحقُ النفيَ مِن بينَ أضالعي ! , يزجني هذا اليومُ مِن فوضى حفلِ خجولِ إلى بيتٍ صغيرِ , تسكنُ جُدرانهُ حالةُ إكتئابِ صارخة , تنعىَ سيدتهُ التي ختم الموتُ جوازَ عُبورها إلى آلاخرة بـ"فشلٍ كَلوي" لتتركَ لي كُل ذكرياتها , ومُستحقاتها , وذوقها , لإتسلمها مع رجلٍ قدريٍ يَكبرني بإربعةَ عَشرَ عَاماً كانَ يوماً زوجها ! ..
||||
كإمرأة لا أنفكَ عن مُلاحقةِ الشرودِ , أستلذُ بهِ , بوهمهِ , بإداة "لو" التي تأخذني إلى ماوراء الجنون ثم تُعيدني إلى حقيقةِ مُرةٍ صارتْ تَسكنني , وتسلبكَ مِني , معَ كُل مرةِ تزرعُ في داخلي شوقاً كبيراً إلى صوتكَ ! , وحدهُ الشوقُ يجعلني أغفو , لإن الدمعَ سيأخذني إلى الهلاكـ إن لاحقتُ دروبهُ الوعَرةَ برائحةِ طيبكَ , والمليئةَ بِمطباتِ أيامِكَ المكسوةَ بلونَ العسل! , أهربُ منكَ بالصلاةَ , فتنسابُ صورتكَ على هيئةِ دَمعةِ مِن بينِ أجفانيِ , ألوذُ ببعضِ الدعوات فيحملُ الوهمَ لي صوتكَ على موجاتِ حنينِ وأنتَ تُردد نجواها , أركضُ إلى القرآن الذي أدسهُ تحتَ وِسادتي فأجدكَ سبقتني إليهِ وبدأتْ تُرتلهُ في غُرفتي ! , لا ياهذا! , ماذا تَفعلُ في حرمِ آمنٍ ليسَ مِن حقِ كل طائفي وراكعي وساجدي الكونِ إن يكونوا فيهِ إلا صاحبه ؟ , لماذا تستحثُني على الجنونِ ؟ , ماذا يفعلُ وَجهكَ في بقعةِ ما أحل الله لي أن أكونَ فيها إلا معَ رجلٍ تملكني بشريعةِ ربي , لا بشريعةِ الأمسِ والهوى !  " أعوذ باللهِ مِن الشيطانِ الرجيمِ " , مَن الشيطانُ لإستعيذ مِنهِ ؟ , إنه روحيِ التي جعلتها تُسرفِ بإحتساءِ ذاكرتكَ حتى خامرها جنونُ الأبالسةِ! , " مِن عفافكِ يازهراءَ أفيضي علي " , لا أنكرُ إن القدرَ الذي تَلبسَ بصورةِ زوجي سيء حَد "الكُره" لكنَ هذا لا يُجيزُ لعَفيفةِ أن تسمحَ لخليةِ واحدةِ مِن دماغها أن تُفكرَ بالخطيئةِ والخيانة وإن كانتْ مِن عالمِ الوهم! ..
||||
أجالسُ صمتي , رغمَ إني أجالسُ زوجي بجثتهِ الممتلئةِ برجلٍ مَسكونِ بكل سيئاتِ الكونِ , أحاولُ أن أهربَ مِنكَ إليه , لكنهُ يوصدُ أبوابَ قَلبهِ بوجهي , ويُشيحِ بعيونهِ الغائرةِ في وجهِه الضخمٍ عني , ويفتشُ بصمتٍ عن صمتيِ الغريب , يتساءلُ بينهُ وبينَ ذاتهُ ثم يُلقي كلمةَ أكبرَ مِن أصمتْ عنها لإني " طاهرة " وأصغرُ مِن أن أردَ عليها لإني "أخونهُ بِحبكَ" : شرودُ المرأة طريقتها الغبيةَ الأولى في الخيانة! , ويغطُ في نومهِ العميقِ سريعاً , تاركاً روحيَ الهَشةَ تُصارعُك أمساً حاولتُ بكلِ السبلِ أن أقتلعهُ مِن ذاتي , وأن أنسفهُ , وطالما تمنيت أن أمتلكَ " قنبلةَ نسيانٍ نوويةَ" ألقيها على أرضِ وجودكَ في فؤادي , ليزولَ مِن داخلي ! , لكن , وقتَ أفجرُ البقاعَ التي أستعمرتها , سأجدُ إني فجرتُ ذاتي وأنتحرتُ بكل أمسي وكياني ! , فأنتَ تملكت "أنا" بكل ماتعنيهِ الكلمات! , ها أنا أصطفُ بطابور الخائناتِ , أتلطخُ بجريمةِ التفكيرِ برجلٍ لا أستطيعِ إنتزاعهُ مِني وأنا أحلُ لآخرِ ليسَ له ذنبٌ ليشاركهُ في عقلِ حليلتهِ رجلٌ آخر ! , الخيانةُ تركيبةٌ إبليسية في الإنسان , أو عرقٌ نجسٌ خاملٌ تسقيهِ الحماقةُ والوقاحةُ ماءَ الحياةِ "القذرةِ" لينمو !! .
||||
لديَ بعضُ المقاومة , تذكرتُ إنني إمرأة , وإن المرأة عندما تُريدُ تَفعل ! , وإن عليَ أن أنساك , وأستعيدَ حياتي , ليستَ الخيانةُ ثوبي , والطهارةُ لاتعني عباءةَ تنسدلُ على ثيابي بل جِلداً تكونَ مَعي , قبلَ أن أوُلد , بل مُنذ بدأت أُخلق! , هي معَركةُ بين خيانتي لزوجي , ووفائي لكَ , والشرفُ لايعني صونَ الجَسدِ بلِ يتعدى ذلكَ ليعنيِ حفظَ الإسم والصوتِ والنظرة , وحتى التفكير , والإحلام , فحتى الأحلام من حَقها أن تبقى طاهرة ! , لكـــن , أنا لا أخونُ أحداً , فوفائيَ لكَ قِصةُ طُهرٌ لن يحاسبني حتى الله " جل جلالهُ" عليها ! , لكنكَ تشغلني عن كل شيء , حتى عن ربــــي!, وهذهِ الخِيانةُ الحَقيقية , لجأت لفراشي , أمتدت يدي للغطاءِ "الأزرق" , تذكرتُ روحكَ التي تعشقُ هذا اللون! , ونظرتُ لزوجي الذي يغطُ في نومٍ عميقٍ وحَزينِ , شعرتُ إنهُ يتمزقُ في هذهِ اللحظة فأنا أخونهُ على سريرهِ بذاكرةِ رجلٍ آخر , يعشقُ لوناً يعشقهُ هو أيضاً ! , ألقيتُ برأسي على الوسادةِ , وكُل الكونِ يضجُ في إنفاسي , ويصدحُ في داخلي "خائنة" , حتى السقف قالها لي وأشمئزَ من إن وجهي يقابل وجهه ! , لا أحدَ يفهم أنني لا أخون , لكني أفهم إني أخونُ ولا أخونُ جَيداً ! .
||||
 بدأت تَخنقني , تُضيّقُ علي حياتي , ترشقني صورتكَ بالذلِ مع كل رشقةِ مَطرٍ تصل الأرض , إنصفني , ولملم بقاياكَ مِن داخلي وأرتحلْ إلى البعيد , إمتزجِ بإي ذرةِ ترابٌ وأسكن مَقبرةَ الأمس , يا آهٍ , أصبحَ النسيانُ أغلى مِنَ الذَهبِ , إنه دماغي فلماذا تسكنهُ أنتَ ؟ , هو قلبي بأي حقٍ تستوطنهُ بروحكَ وثِقلكَ وظِلكَ الخَفي ؟ , ذلك القدر الذي أستلكَ في يومِ شؤمٍ مِن حياتي , لن يُعيدكَ إلي ثانيةَ , هيهاتَ يكونُ هذا! , لذا لا بدَ أن تَخرجَ مِن روحي , مُت , سأجعلُ مِن نفسي عِزرائيل ذاكرتكَ! , " نادِ علياً مُظهرَ العَجائبِ , تجدهُ عَوناً لكَ فَيِ النَوائِبِ " أستعنتُ بعليٍ على خطيئتي ! , "ياعلــي" , بزغَ الفجرُ ببوحٍ قدمتهُ لصاحبتي , وجاءَ دماغها الحوائي بحيلةِ تُسكنني قليلاً عنكَ , وتَسرقني مِنكَ , وتَزجني في متاهةِ التملك التي تمارسها حواءُ بالفطرة ! , " فكري بضرتكِ الراحله , بشكلها , بطريقةِ حياتها " ! ..
||||
بجنونٍ , تفجرتْ في داخلي "حواء" تخافُ على "آدمها" حتى مِن إنسانةِ أكلها الموت وأستحل جسدها الدود وأحتضنها الظلام , أي غباءٍ هذا ؟ , برد هجيرُ حوائيتي لحظة , رأيت زوجي أمامي , لكن لم أدريِ أي صرخةِ فجرتُ بوجهه , وكم سقتهُ سعادة " كيفَ كانَ شكلُ ضَرتي ؟" , صمتهُ الذي قابلني بهِ عالمٌ كبير لم أفهمه ! , ربما فرحٌ وربما تعجب , وقد يكونُ يعلم جيداً بحقيقة مُحاولةِ هروبي من خيانتي بغيرتي عليه , وقد لا أكونَ أهرب , فربما أكونُ حقاً أُكُنُ في روحي له بعضَ الودِ الخجولِ , الذي يتضاءلُ أمام ودي الكبيـــر لطيفِ الأمس ! , جاءتني إجابته كسؤال " أتغارينَ مِنها ؟ " , لا أتصورُ إن لِساني هو الذي تَحركَ وأصدر عَنِي"ولمَ لا أغارُ مِنها ؟!" , كشفت إبتسامتهُ عِن إسنانهِ الصفراء " أنتِ جَميلةُ ببعدكِ , لكنَ قُربكِ أجملَ"!.
||||
لم تكن غيرةً حَقيقية , بل مُحاولةَ لإصطناعِ الغيرةِ , حقاً , حواء التي تعيشُ في روحي حاولتْ الإنفصالَ عَنكَ , لكن " وإطراقُ طَرفِ العينِ ليسَ بِنافعٍ|إذا كانَ طَرفُ القَلبِ لَيسَ بِمُطرقِ" , لم يكنِ لدماغي إن يحتملَ ثِقل الجنونِ وثقلَ الخيانةِ , لابدَ لكل الحكاياتِ أن تنتهي , لايمكنُ أن أخونه , ولايمكنُ أن أفي لكَ ! , لا حلَ إذن سوى أن أُخرج ذاتي مِن هذهِ المتاهة ِ , وأشقُ طريقَ وحِدتي بعيداً عَن الوفاءِ والخِيانة! , نُطقي عُدم , وكآبتي صفةٌ مُلازمة لتقاسيم وجَهي , عُدت للبيتِ الذي خَرجتُ مِنه , لإحضانِ عائلةِ قطعها ألمي الصامتُ , وقراريَ الأخيرَ هو " الطلاق"! , لا أحدَ ساندني , لا أحد رأى في قراري صواباً , لايعلمونَ إني أحاول بقراري هذا  أن أكونَ طاهرةً قدرَ الإمكانِ , رغمِ أني طاهرةٌ فعلاً ..!! , والقدر طعنني في خاصرةِ صَبري بخنجر حملي جنيناً في إحشائي ! , أنا مُجبرةٌ على الإذعانِ للغدِ الذي لا أريده , مُستسلمة لتعاسةِ أبديةِ وصِراعٍ سيقودني إلى المَصحةِ النفسية دونَ أدنى شك! , والصمتُ لا يزالُ لُغتي ! ..
||||
كلما طلبتُ نِسيانكَ , سأتذكركَ أكثر , وكلماحاولتُ الهروبَ مِنكَ سأجد ذاتي أمامكَ , لذا علي أن أتأقلم مع وجودكَ في روحي , أتلاعبُ بتلاعبكَ بحياتي , حتى تَخرجَ مِنها وقتَ تُدركُ إني لا أريدُ طَردك , كُل هذا حتى لا ألوثَ ذاتي بوجودك المَشروع , لجأت لهاتفي , أبحثُ فيهِ عن رسائلكَ , صوركَ , مُكالماتكَ المُسجلة ! , تساءلت ماذا ستكونُ ردةُ فعلِ زوجي لو علم بإن كلَ مايعنيكَ لا يزالُ موجوداً بهذهِ الصورةِ العلنية ؟ , قد لا يمكن لإحدٍ أن يحاسبني على الخيانةِ الدماغيةِ , لكن من حقِ أي عاقلٍ أن يقولَ لي بسبب هاتفي المسكونَ بالأمس "أنتِ وَقحةٌ جداً!" , عُدت لبيتي بصمتٍ غريبٍ , بسبب كائنٍ حي يتشكلُ في داخلي , لا يعلمُ المجَهولَ الذي ينتظرهُ , لذا أنا أُشفقُ عَليهِ بشدةٍ , وعلى والدهِ أو والدها المسكين ! , ولا أشفقُ على نفسي لإنني أستحقُ المَوتَ , وأتمناه , لكني تذكرتْ إن الموتَ سيأتي , ووقت قدومهِ سأكتشفُ باطنَ قولَ أميري علياً عليهَ السلام : أهلُ الدنيا كَركبٍ يُسار بِهم وهُم نِيّام . , حقاً , فذلكَ الموقفُ المهول , والوداعُ الذي يبدو مُفاجئاً وإن جاءَ في قمةِ تحضرنا لهُ , وأرتحالنا عن وطنٍ فسيحٍ بذلنا أرواحنا في بناءهِ , والسفرُ على عربةِ خشبيةٍ مُحمولةٍ على أكتافِ سترمي بذلكَ الجسدِ في ثقلِ الظلامِ وتختفي بعيداً , تفاصيلٌ لايسع المرء مُجردَ التفكيرَ بها , وأمامها لا يمتلكُ إلا رحمةَ الله وشفاعةَ " علـــي " بتوقيعِ خاتمِ الرسلِ مُحمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) .
||||
كنتُ أكرهُ الخوارجَ لإنهم قتلوا أميري علي , وأكرههم الآن لإن أحفادهم سنوا القتلَ على الهويةَ وقطفوكَ مِن رياضِ أيامي , يغمرني شعورٌ "تفسيرهُ" أسى لإن لا قبرَ لكَ لإقفَ عليهِ وأبكيكَ , وأشمَ تُرابهُ وأحتفظَ بهِ في نفائسِ مكنونانتي , يا آهٍ , ما أشد ذلكَ النبض عندما يمرُ بمخيلتي مشهدُ موتكَ الذي لا أعرفُ كيف تمَ بالضبطِ , قد يكونَ ذبحاً كما أعُتيدَ في تلكَ الفترةِ المؤذية , وربما قتلاً بالرصاص "هذا إذا كُنتَ مَحظوظاً " , لا يهمُ الطريقة المُهم إنها حَرمتني مِنكَ في النهايةَ , في خِضمِ تفكيري اللا مسموحِ بكَ فاجأني صوتُ زوجي "أفكرُ بإرسالكِ لبيتِ أهلكِ , لإن فقدانكِ لصوتكِ ناتجٌ عن حالةِ إكتئاب شديدة!" , سحبتُ حَقيبتي , وبيتُ أهلي هذهِ المرةَ إنقلب ضدي , فصوتُ أخي زلزلَ قدومي الخَجِل "مالذي أصابكِ بالإكتئابِ ؟ , هذهِ سخُريةٌ بَشرفِ العائلة! , أغلقي صفحاتَ الأمسَ كُلها وإلا قَتلتكِ " , وصلَ الأمرَ للقتلِ ولمْ أرتعد , حتى إن تفكيري , وخيانتي أصبحتْ شِبه عَلنية , أستخرجَ صوركَ وأنثرها على سريري , أستمعُ إلى مُكالماتكَ قبلَ نوَمي , والجنينُ الذي في إحشائي يَذبلُ ويَكبرُ في نفس الوقتِ , وثِقل وصعوبات الخيارات تُرهقُ قلبي , وتُمزقُ روحي , فإنتَ لم تعدْ مِن أهل الدنيا , فلما يعتبرونَ تَمسكي بكَ دنساً ؟! , وماذا عَن زوجي ؟! ..
||||
الحُب مَثلَ السَرطانَ , يُكتشفُ فجأةَ , وينتشرُ بِسرعةِ الموت , ولا يُفارقُ حاَملهُ ختى النهاية! , إن أسهل طريقة للنسيان هي التساءل : هل يستحقُ كُل هذا؟ , وحتى بعد تساءلي الطويل , لم آتِ بأي نتيجةَ , هددني أخي إن لم أستعد نطقُي في الصباح وأعودُ لزوجي سيقتلني! , هكذا ببساطة , كُل إنسانِ يتحولُ إلى قاتلٍ وقتَ تُجبرهُ الظروف , مع إن العقلَ أنسبَ الحلول في كُل المشاكل ! , لم أستطع أن أنطق , ولم أستطع أن أطهرَ ذاتي مِن رجسِ خيانتي الطاهرة , توضأت بعد جثومِ جبالِ الوجعِ على رئتي , يديَ المُلطختينَ بوجودكَ الخَفي رُفعتا لله ترجوان عوناً , وعِفةَ أذودُ بها عن ذاتي , وثمةَ كلماتٌ يُرددها طائرٌ روميٌ في بلادٍ بعيدةٍ ترددتْ بصمتٍ في خاطري "اللهم إني أسألكَ يامن لاتراه العيونُ , ولا تُخالطهُ الظنونُ , ولا تصفهُ الواصفون , ولاتغيرهُ الحوادث , ولا تَغشى عليهِ الدهورِ , وأنتَ تَعلمُ مثاقيلَ الجبال , ومكائيل البحارِ , وعدد قطراتِ الأمطارِ, وعددَ ورقَ الأشجارِ , وما أظلم عليهِ الليلُ وما أشرقَ عليهِ النهار ... أنتَ الذي سجدَ لكَ سوادُ الليلِ ونورُ النهارِ , وشعاعُ الشمسِ , وضوءُ القمرُ ودويُ الماءَ وحفيفَ الشجر .. , في الصباحِ أكتشفتُ إنني أتنفسك ! , وقررَ أخي أن يُعيدني لبيتِ زوجي عُنوة! وإلا يقتلني! ..
||||
يُشبهك حدَ أصابتي بالجنونِ ذلكَ الشابُ الذي صادفتهُ ! , حتى إني مَنحتهُ حقَ الإستغرابِ مني , لإني تأملتُ تقاسيمهُ الضائعةَ خلفَ نظارةِ سوداءَ وكوفية! , لايمكنَ أن أحداً يُشبهكَ لهذهِ الدرجةَ , ولايمكنُ أن تكونَ حياً , وإن كُنتَ! لم يعد بإمكاننا أن نَعودَ للطريقِ الذي قاطعنا الموتُ فيه ! , لا ! .. لستَ أنتَ , بل أنتَ , "لا" كلمةٌ إنبعثتْ مِن لساني وسط موجةِ شرودٍ قاتلةَ , إرخى زوجي يدهَ الضخمةَ عَن عُنقهِ " أنتِ تَنطقينَ ثانيةَ ؟! , حمداً لله! ".
||||
ها أنا أضمحلُ , أنفرطُ مِن عِقدِ اليومِ , لإغوصَ لؤلؤةَ مفقودةَ في عُمقِ بحرِ الشرودِ , ماذا أفعلُ وسطَ غِيابكَ المُكللِ بالموتِ ؟ , وذلكَ الذي يُشبهكَ أأنتَ عائدٌ مِن الموت ؟ , أمام أخي , تلقيتُ إهانةً " أنتِ وَقحةٌ وجريئةٌ , أنتِ آلان حليلةُ رجلٍ آخر , وتريدينَ مِني السؤالَ عن ثانٍ ؟" , "تعرفُ إني طاهرةٌ " , "ذلكَ الشخصُ إنتهى مِن حياتنا!" , الموتُ يمحوَ كُل شيء يتعلق بالراحل , حتى ذاكرتهُ , تُصبحُ عَلقماً مُراً , لا يجرؤ أحدٌ على تذوقِ نكهةِ العذابِ النابعةِ مِنهِ , لكني كإمرأة لا أنفكُ أقتاتُ الذاكرة , وآفةُ تأخرِ وتعاسةِ نساءَ الكونِ أجمَعهنَ هي الذاكرة! , وذاكرتي قادتني لذاتِ المَكانِ الذي جمعني بالشابِ , وها هو ذا مرةَ ثانيةَ , بنظارةِ سوداء , وكوفيه تُخفي النصفَ الأسفلَ مِن وجهه , لكنهُ أنتَ! , أنتَ!لكن ماذا عن ساقهِ المَبتورة ؟! , أنتَ أم لا؟! , تبعتهُ , أو الأحرى أني تبعتُ صورتكَ الساكنةَ فيهِ , أردتُ أن أسألهَ , لكنَ صوتهُ سَبقني " أحفظي سرَ حَياتيِ , حتى نَعودَ لِطريقنا القَدري!" .
||||
أخونُ , بكل عَلنية , فمراسيم إنتظاريَ لكَ خَطيئةٌ طاهرة , ولحظةُ فرحٍ لا بدَ أن تبقى مَكتومةً حتى بزوغَ رِجوعكَ , لا أفهمُ لماذا بدوتُ مَرحةَ , ومَسكونةَ بالأمل , الفراقُ الذي ماتصورتُ إنهُ سَيُجتثُ مِن أعماقي ليس سوى وهمٍ ماله من قرار , صوتكَ , جميلٌ كما عهدته , وجُملتكَ " أحفظي سرَ حَياتيِ , حتى نَعودَ لِطريقنا القَدري" لا تزال تُموسقُ كُل لحظاتي , ألوانكَ , كُلها عُدتُ أرتديها , عُطوركَ التي تُحبها أجنني شغفُ إقتنائها مرةَ ثانية , وصلواتُ شكرُ وإبتهالٍ لله لا تنتهي لإنكَ عُدتَ ! .. رغم إني لم اركَ بعدها أبداً !
||||
ثمةَ طفلةُ أسمها "مَيّار" أتذكرُ قِصتها المُوجعةَ , صغيرةٌ , لم تَعشِ مع أمها سوى أياماً ستون! , وبعدها أنتزعها ذوي والدها مِن أمها عُنوةَ , لخلاف نشبَ بينَ قَبيلتين! , والآن , أتذكرُ إني "حاملٌ" لأربعِ أشهرٍ , بإنثى! , زوجي شُغف بها قبلَ قُدومها , وموقفي القدري لايزالُ غامضاً! , فإنتَ أتيتَ و لم تأتِ , والطفلةُ التي في إحشائي لاذنبَ لها لأتركها رهينةَ يُتمي وأنا حيةَ لإجلك! , وأخي ؟ , المُتهم بسفكِ دمكَ مع إنه لم يفعلْ ذلكَ قطْ! , إنه سافرَ برفقتكَ , وعادَ يقسمُ إن أحفادَ الخوارجَ قتلوكَ , أحداً سواي لم يُصدق! , والرجلُ الذي بيننا ! , يا آهٍ! ..
||||
تقاسيمُ وَجهِ زَوجي أثارت خوفي , فوِجهُ آدمـ الصامت بوابةُ لِجِهَنم! , تلقيتُ مِنهُ صَفعةَ لم أستوعبْ وَجعها بقدرِ ما أستوعبتُ الإهانةَ التي طمستني في وحلِ التلاشي! , فليسَ الضربُ وَسيلةَ للتعاملِ معَ البشر , وحتى معَ الحيوانات هو أسلوبٌ همجيٌ جداً! , أما معــي! , فالضربُ طريقةٌ تعاملٌ أقصرُ لتبيلغِ رسالةِ الإهانةِ وتبيين مِقدارِ الأذى الذي تسببتُ بِه ! , فالخيانةُ عِقابها المُوت , " كُل صمتكِ كانَ لهَ يا مُحترمةَ , لهذهِ الدرجةِ أنتِ مَسكونةٌ بهَ ؟ , أتعلمينَ إنه لايزالُ حَياً ؟ , لاشكَ إن هذا سببَ سعادتكِ وعودةَ نُطقكِ " , لم أصرخ , لم أرفع صوتي , فقط دمعتانَ حارقتانَ وسريعتان بينتا تفاصيل الوجعَ الذي كُنتُ أُخفيهِ , وبصوتٍ مُنخفضٍ يقطعهُ لحنُ العبراتِ نطقت " أنتَ تتحدثُ عن رجلٍ هو زوجـــي ووالد طِفلتـــي مَيـــار التي فقدتها بذنبٍ لم يرتكبهُ أخي! " , " وأنا لن أسمحَ لكِ بتركي , ليسَ لإجلي بل لإجل طفلتي التي في إحشائكِ " , يا تلكَ الزهرةَ التي تتفحُ في أحشاءِ الوجعِ , لماذا زرعكِ القدرُ الآن شوكةَ في طريقِ أمسٍ لا أستطيعُ العيشَ بِدونهِ ؟ , وكيفَ أستطيعُ ترككِ؟ , أبداً! , لن أترككِ , حتى لو تركتُ فردوسَ أحلامي .
||||
ليسَ الَوَجعُ أكثرَ مِن مُجرد رِسالةً إن جُزءً مِن الجَسدِ مَرِيض , فماذا يعني إنَ الجَسدَ كُلهُ يؤلمُ ؟ , أليسَ مَوتاً ؟! , كم مِن الوقتِ مرَ على بُعدكَ ؟ , وكَمَ مِن الألمِ حَبستُ في روحي لكَ ؟! , لكنَ القدرَ يحولُ بيننا! , زوجي لن يتخلى عن إبنته! , وأنا لستُ بلا قلبٍ أو صاحبةَ قلبٍ مِن ورقٍ لأتخلى عِن كائن داخلي خالطت روحه روحي , أخي يُفاجئني بصوتهُ وهو يُحاولُ طَردي مِن بيتِ أهلي " أيتها الحقيرة , لن تعودي له ! , بين قَبيلتينا خِلاف! " , ولكن هل أريدُ حَقاَ أن أعود أليكَ ؟ , أن كنتُ كّذلكَ فلمَ أفكرُ بطفلةٍ بَإحشائي ؟ , وإن فكرتُ بتلك الطفلةَ فماذا عن سنواتِ حُزني التي قَضيتها في تمني لو أنكَ لم تَمُتْ ! , وفكري المشغولَ بكَ حتى بعدَ زواجي ؟ , ما أشقَ نزولكَ أيها القدر , أِرفقِ بتويجِ البيلسان , فهو لا يحتملُ إلا رقةَ الندى , ولايقوىَ على صدِ سجيلِ جَبروتَ الأيامِ! .
||||
على سريري , أشعلتُ ذكرى عاشوراء في قلبي , مع إنه ليسَ وَقتهُ , لكن لا ثانيةَ تَمرُ على هذا الكونُ إلا وللحسينِ فيها ذكر , وهو يستحقُ هذهِ المَنزلةَ وَحقيقٌ بِها , أنهمرت دموعي , على صورةِ ذلكَ الرأسِ المَذبوحِ بوحشية , وأراقَ أوجاعي أرضاً نعيُ الملائكِ وضجيجُ فجيعتهم بإبنِ الزهراءِ , لإجلِ زيــــــــــنــــــبَ ذبيحةَ الروحَ ما تملكتُ صَبراً يَلمُ شتاتَ تَمزقَ قلبي , لإجل اللونِ الأسود الذي ترديهِ أنتَ حِداداً على نوازل الجِراحِ التي ألمتْ بهم (عليهم السلام) كلما مرَ ذِكراها , على عاشوراءَ الذي جمعَ روحينَ أرقَ مِن النَسيم َ , وأنقى مِن لونِ البيلسان , كم بتُ أمقتُ الألوانَ! , فهي التي زجتني في متاهةِ قراني بكَ , وألقتني ببحرِ نرجسيةِ عينيكِ وطولكَ المُمتدِ دفئاً كإنهُ الشمسُ , يا ذلكَ الخاتمُ الذي أقريتهُ في يساري , كم بات يُعاتبني لإني لم أختركَ على أبنتي , وأبنتي , في أحشائيِ الذابلةِ تستغيثُ بي لإختارها! , وأخي يصرخُ إني لن أكونَ لكَ , وزوجي لايُفكرُ أبداً بتركي ! , وأنتَ ماذا تَفعلُ وسطَ هذا كُلهُ ؟! ..
||||
أحدهم صوبَ رصاصةَ نحوَ قلبكَ , لكنها أخطأت طريقها ولم توقف نبضكَ ! , أي هَمجيةِ هذهِ ؟ , ومنذ متى والقتلُ حل ؟ , على العكس القتل بوابةُ على سنواتِ طويلةِ مِن الحرابِ والدِماِء والخوف والضياع وفقدانِ السكونِ ! , والكلُ يلجأ لهُ عندما تشتدُ النوازل في الوقتِ الذي تحتاجُ بهِ الهدوءَ أكثرَ مِن أي وقتٍ سَبقها! , "لا" صرختها بوجهِ أخي ودموعهُ تنحدرُ على خديهِ بوفاءٍ فاضحٍ يبكي جسدكَ المُلقى في المُستشفى بينَ الحَياةِ والموتِ , لم أعدْ أشعر بشيء ماسوى الألم , ألمٌ قاسٍ , ألمُ يوازي الموتَ والإحتضارَ , وهو كَذلكَ , لإن طفلةَ في مكنونِ روحي بدأت تُغادرُ أحشائي! , هذهِ الطفلةُ الصغيرةَ التي مافكرتُ كيفَ سأستقبلها , وكيف سأحتضنها وماذا سأسميها أختارتْ أن تموت , أن تُقابل حيرتي لإجلها بوفاءٍ أكبرَ مِن حَجمها بكثيرَ , وأن تَفتحَ لي بوابةً قَدريةً ..
||||
أتذكرُ جَيداً , في ليلةِ القدرِ سألتكَ : ماذا طلبتْ من الله ؟ , أجبتني ومِسَبحتكَ البيضاءُ تعانقُ بحميمةِ أصابعكَ المُحتضنةَ للعقيقِ الأبيضِ"أن نموتَ سوياً" , آلان , أدركتُ إن الله أجابَ دُعائكَ , وأن يديكِ الطريتينَ بِروحِ الطُفولةِ المُتمسكتينَ بضريحِ الحُسينِ مراتٍ ومَراتٍ ماكانَ الله ليردُهما خائبتينَ , خاليتينَ , خِلسةَ تَسللتُ مِن غُرفتي في المَشفى , بجنونٍ قادني قَلبيِ إلى حيثُ تَرقدْ , كَم مِن الدموعِ ذرفتْ على رقدتكَ المؤلمةَ تلكَ , توسلتُ قلبكَ أن ينبض بقوةٍ أكثر , وأن يعودَ لإحتواءِ روحي , وحَروفَ أسمي , وبقايا إحتضاري عليكَ , أبكتني كَفكَ التي طالما شعرتُ بغيرةٌ عليها مِن فِصِ العَقيق الذي يبدو أقربَ مني إليها , لملمتُ إنكساري وأطرافِ عَبائتي وآثرتُ المُغادرة لكنَ أحداً مِن ذويكَ صدمَ صمتي برعدِ صُراخه " أتحاولينَ قتلَ أخي ؟ , لاشكَ إنكِ وزوجكِ المسؤلان عن محاولةِ قَتلهَ " , "أنا لايمكنُ أن أقدمَ على هذا , إنه زوجي ووالدُ طِفلتي , إنا أفديه بروحي " , صفعني على خدي!.
||||
لا يُقابلُ الخطأُ بالخوفِ ولابالموت , أخطأت أعترف , لكنَ موتاً ليس جزاءً بِحقي ! , لم أكُ أمتلكُ حَلاً , فذويكَ أتهموني بمحاولةِ قَتلكَ وأعلموا أخي بالأمر ! , لمَ كُل هذا العداءِ ياقدر ؟ , ماشأنكَ بقلبينِ طاهرينِ , وخاتمينَ أشترتهما روحانِ بثمنِ الإيمانِ مِن جَنةِ الطيب؟! , سحبني أخي مَن يديَ جَبراً و أعادني لبيتِ زوجيِ مُجبرةً أيضاً , "شقيقكِ أوكلني بغسلِ عارِ فعالكِ " , كم أسعدتني هذهِ الكلمات , لإني كُنتُ بِحاجةٍ لإي نهايةٍ تُخرجني مِن مأزق أن لا أكونَ لكَ! , ببرودٍ , وجهَ المُسدسَ صوبَ رأسي , وببرودٍ تامٍ أغمضتُ عيني وقرأتْ : بسم الله الرحمن الرحيم , ولاحولَ ولاقوةَ إلا بالله العلي العظيم , اللهم إياكَ نعبدُ وأياكَ نَستعين . , تذكرتُ أميري عليَ أبنَ أبي طالبِ , ويشرفني إني سأذهبُ إليهِ مُلطخةِ بـ"وإذا الموؤودة سُئلتْ بإي ذنبٍ قُتلتْ" فليسَ مِن حقِ أحدٍ أن يُحاسبَ قلبينَ على مودةٍ مُحللةٍ لهما بشريعةِ الله َ ! , بل وكلُ نبضٍ بأحدهما موقوفاً للآخرِ ورهنَ رغَبَتهِ , لم يُطلقْ الرصاصة , فقطْ سَمعتهُ يَقول " لم تعودي تُشرفيني , أذهبي لزوجكِ وطِفلتكِ , لكن أعلمي إني أنا من حاولتُ قَتله! " , لو أجبتهُ بـ"أنا أطهرُ مِن أن لا أشرفكَ " فسأحملٌ نعتْ "وَقحةَ" مَعي حتى يومِ لَحدي , لذا صمتُ بذلٍ , وآثرتُ أن أهديهِ نهايةَ حَسنةَ لحياتي مَعه " لن أُخبرَ أحداً أنكَ حاولتَ قَتل زوجي " ..
||||
كإمرأةِ , معَ أنَي لم أٌخالف شريعةَ ربي , بل تجاوزتُ بعضَ خطوطِ المُجتمعِ بدأتُ أشعرُ أني خَسرتُ نصفَ أخلاقي! , وقد لا أستطيعُ إستعادتها , لكن! أحداً لا يعلم بكل ماجرى , والمُشكلةُ أنني أنا التي أضدُ التَخلفَ والتَحجرَ الفكري أخافُ من أن أقعَ ضحيةَ مُريديهِ , لاشيءَ ياسيدَ فَجرِ قَلبي يستحقُ كُل تجريحهم لِطُهري , فَحُبكَ ليسَ خَطئاً ولا خَطيئة ! , أين المُشكلةُ إذن ؟ , فيّ أم في مُجتمعٍ أتى بقواعدِ حياتهِ مِن الجاهليةِ ؟ , ولا يرى للإسلامِ حتى ظِلاً في تطبيقاته! , أم فينا معاً , أم فيَ وحدي لإني لم أحترمْ خُطوطه وحُدوده ؟ , البعض يعتبرُ الحُب خطأ , وآخرونَ يَعتبرونهُ خَطيئة , وبين الخطأ والخَطيئةَ ثمةَ أرواحٌ تّذبل وقلوبٌ تَموتْ! ..
||||
مرتْ سنةٌ صامتةٌ مِن الدَمعِ على عَودتكَ , وكانَ لابدَ لها أن تَمر , ليفهمَ المُجتـــمعُ أن أمرأة مِثلي ليست مَجنونةَ بِحبِ زَوجها! , وليُنسى إنها كانتْ في عِصمة آخر ..
||||
مَيـّار روحٌ صغيرةٌ مِني ومِنكَ شقراءُ الجمالِ , تهفو إلى حُضني المَشتاقِ إليها , المَشغوفِ بأدقِ ملامحِ وجِهها , ياذلكَ العَطشُ الكبير في داخلي إليها , كم منِ ليلةِ غفوتُ على وسادةِ شوقي لكفيها الناعمتين ! , أشتقتُ إليها , وضَممتها بقوةِ اللهفةِ إلى صدري .
||||
قد تُحبُ أحداً في حضوره , لكنكَ تتعلقُ بهِ أكثرَ عِند غيابهِ , تعتادهُ , تتلاشى في غروبه , تستجيدهِ مِن الذكريات , تُلملم صوتهُ مِن صمتِ إنغماسكَ بالأسى , تُبحرُ بتفاصيلِ حياتهِ خِلسةً , وينتهي بكَ المَطاف إلى الجنون الذي لا يُعالجهُ إلا القَدر السَعيد ! ، شيءُ يشبهُ الشعورَ الذي لاتفسيرَ لهُ غير السعادةِ والإشتياقَ غَمرني ذلكَ المساء , بِذلتكَ السوداء وقميصكَ الأزرق أعادا إلي روحاً فقدتها مُذ فقدتُ النظرَ في سماءِ عَينيكَ , كانَ لي أن أطرحَ عليكَ سؤالاً مِن ضياعِ " أين كُنتَ لعامينَ ؟" , وأجبتني " كنتُ أدافعُ عَن قافلةِ مولاتي زَينب" , " تخاذلتَ وعُدت ياهذا ؟" , الدمعةً الحارقةُ سبقت لسانكَ " أبداً , فقدتُ ساقي فداءً " , وأهديتكَ جُملةً على شفاهِ البيلسانِ " أهلاً بكَ في قلبٍ ما أستطاعَ أن يكونَ إلا لكَ " .
16\3\2013

10:42 مـ


ليست هناك تعليقات: