الخميس، 6 أكتوبر 2011

الحياة على الكواكب الأخرى .. لكن ماذا عن أرضنا ؟!

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمدٍ وآل محمد
السلام على مولاتي التي أسير على خُطاها وأرنو لرضا الله تعالى برضاها
(( الصديقة الزهراء عليها السلام )) 



بصورة عامة فإنا مولعة بإلافلام الوثائقية والحديث عن الفضاء وصورها وتتبع أخبارها والكواكب الجديدة التي يتم إكتشافها إلا إن هذا لايدخل في إطار الهواية أو الشغف اللامحدود , لإن الكتابة تسيطر على كل ماسواها في حياتي , بل إن الكتابة ترجح على كفة القراءة كثيراً لدي لدرجة إنه لامجال لهذه المقارنة المجحفة ..



والتقرير الوثائقي الذي شاهدته صباح اليوم لم يأتِ بشيء جديد عن الفضاء والحياة فيها أو حتى صورها , فكل هذا أصبح أمراً قديماً إلا إن حبي لعالم الفضاء ومحبتي "للخوف"الذي يملأ كياني وأنا أنظر صورها أو التجسيم الثلاثي الأبعاد لصورها الحقيقية بالحاسوب جعلني أواصل متابعة ذلك ,



على أية حال كان التقرير جميلاً فمحتواه يبحث عن الحياة في المجموعة الشمسية في مجرتنا (درب التبانة) , ومع إن العلماء لم يجدوا أي دليل على وجود حياة في أماكنٍِ أخرى من مجموعتنا الشمسية لقساوة البيئات التي حولنا في خارج الأرض إلا إن المشكلة التي حيرتهم وجعلتهم يتوقعون وجود حياة "ولو بدائية" هي إن كل البيئات القاسية التي أستكشفوها في الفضاء توجد مثيلاتها من البيئات على الأرض وهي تحتوي على كائنات حية بدائية وأولية ..



لايهمني هذا أبداً فما يهمني ويهم كل من في الأرض إنهم حتى لو وجدوا حياة أو كائنات أخرى فهي حتماً لن تكون أكرم من الإنسان أبداً ولا أجمل منه ( ولقد كرمنا بني آدم ) , (خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) .. إلا إن السؤال الذي طرح نفسه وبقوة في دماغي :




ما فائدة سعيكم وراء وجود حياة على كواكب أخرى ؟ ..
هل تريدون إن تفسدوا طبيعتها وجمالها وخصبها ونقاءها كم فعلتم بالأرض ؟ , إن كنتم تحبون إلاكتشاف وتحبون الحياة والتوسع إنفتحوا على جيرانكم الفقراء والدول التي سيأكلها شبح الجوع ويعدمها عزرائيل التقاتل ..



إن كنتم فعلاً تحبون الحياة , وتحبون الطبيعة , وتحبون الكون , وتشعرون بجزئيتكم منه وتخافون يوماً يجف الماء ويختفي الأوكسجين من أرضنا الحبيبة لماذا لاتفكرون بإيجاد حلول مناسبة لمقاومة الإحتباس الحراري وزيادة نسبة ثنائي أوكسيد الكاربون  , أه , كم أحب إن يصدر قراراً دولياً يحرم جرف الغابات والمزارع والبساتين لغرض بناء "شركة من أسمنت ستقتل الخصب لقرون " أو " بيت يسكنه عشرة مقابل قتل خضارٍ كلف نضجه سنوات من العناء وعلى يد عشرات وبتعاقب أجيالٍ وأجيال ..! ..  لا أدري لماذا تختارون المواقع الخصبة لتكويم الأسمنت فوقها .. ألا توجد أراضي مجدبة وذات مواقع ستراتيجة مهمة لبناء ماتريدون ..



إن كنتم مشغوفون بالفضاء والكون والوجود أقسم عليكم بالله هل رأيتم طوال رحلاتكم الفضائية الطويلة مكاناً أجمل من الأرض ؟ .. محال .. هل أحببتم مكاناً في الكون بقدرها؟ .. محال .. إنها وطننا الكبير , إنها مولدنا , محيانا , مماتنا ,
أنا أعشق الفضاء وشغوفة بها ومتيمة بصورها لكن هذا لايعني إن أهمل أرضي أو لا أفكر بطريقة أو أخرى في مكافحة الجفاف ..


أرجوكم جميعاً ودون إستثناء قبل إن تحاولوا التطلع إلى مكانٍ آخر في الكون حافظوا على أرضكم ..
بطريقة بسيطة لكن ليست غريبة :
لاتدع صنبور الماء يجري في حديقة المنزل عبثاً بعد شبع الإرض من حصتها من الماء ..
قبل إن ترد على الهاتف لاتترك صنبور الماء مفتوحاً لكي تركض حتى ترد على مكالمة هامة "أعتبرها صدقة وأغلقه بإحكام فالإسراف محرم " ..

هناك ارتفاعٌ بنسبة ثنائي أوكسيد الكاربون .. صحيح , لكن أرفع نسبة الأوكسجين بزراعة نبتة كل أسبوع في حديقتك أو في أصيص قرب نافذتك , أو حتى في حديقة عملك .. حاول .. وأبلغ من حولك بذلك .. وسترى النتيجة .. لاتكن ممن ( ويُفسد فيها ويسفك الدماء ) ..





وأخيراً .. أنظر لصورة الأرض من الفضاء عن طريق (غوغل أيرث) .. أنظر إلى سكونها الذي يحتوي صخبنا , وهدوئها الذي يحتضن ضوضاء مشاكلنا , أنظر إلى جمالها , وكإنها ماسة زرقاء وسط لوحة سوداء بالكامل ..


وأخيراً أحمد الله وسبحه لعظيم وجميل خلقه .. ولأننا أكرم من خَلقَه ,, أحبك يا ألله ..